"كفار، أعداء الدين، ماسونية مقيتة تهدد نصر الله في أمتنا. فلنبني المساجد، فلنعد فتح إفريقية، فلنوعي شبابنا بعظمة دينهم!"
ممتاز، و لكن هل لنا أن نؤجل الحرب المقدسة قليلا؟ أبو لهب مازال يحتسي قهوته الصباحية بتأن و يتصفح الإنترنت بحثا عن أحدث "ميم" (meme). أبو لهب في الحقيقة لا يكترث، و لو شهر السيف على دينكم غالبا ما سيكون ذلك جراء مقته لآذان الفجر الذي يتغنى به 4 أو 5 مؤذنين ذوي أصوات غير متجانسة، خاصة لو كان ضمنهم "مؤذن صارخ". لا يمكن نكران كره الجميع لذلك النوع من المؤذنين سواء كانوا من أهل الأرض أو السماء أو حتى العرش، و حقيقة ذلك النشاز الليلي اليومي كاف لخلق الكره.
نصر الله و الفتح يا أصدقائي هو مجزرة، و أفواج الموتى كادت أن تعادل عدد الأفواج التي دخلت في دين الله بإكراه، و الأفواج التي تعتبره فخرا في الوقت الحاضر يعود نسل معظمها إلى شعب إفريقية الذي اغتيل فخره. لكنني حقا لا أكترث، إن ارتأيتم أن تدبيراتكم الوقائية ضد أمة اللهب لا تفي بالغرض فلا مانع لدي في أن تواصلوا حشد قواكم.
رباه لا تحاسبهم بما فعل السفهاء بهم، رباه إني سفيه و لا أجيد الكتابة، و لكنني بلغة أعداء الأمة كتبت أبياتا تنافس نثرك و لو أنك لجد مبدع. رباه قد تجد في كلامي غرورا و لكنني لم أعتزم كوني أصل كل خلق و دمار. أنا لا أحاسبك أو أتهكم فإن أنت تستطيع و إن أنت صدقت فما لي إلا أن أبارك لك بمجدك. أهلكني إن استطعت و أهلك من مثلي و أهلك أولمبوس يا من لا شريك له. أنا لا أتحداك فأنا حقا لا أبالي و لكن قلمي متعطش للبرهان، فهل سيقودنا ذاك المعتوه لهلاك مبكر ؟ جد مستبعد، يا قلما نفث في الحياة لا يحق لأحد أن يخضعك لترشيد أو لتحكيم، خاصة و إن كانت هواية مقصودنا هز الجبال و شق الأرض، حرفيا. يا قلما لطالما أحببتك، واصل غوصك في بحر اللغة إلى أن تعجز الحروف عن احتواء مقاصدك.
أجبني، يا رباهم. لماذا تعلن الحرب ضدي و أنا صافح عن تهجم عبادك و سخطهم؟ هلا تريثت قليلا ؟ هلا تركتني في سلام ؟ كوني الفاني به ما يكفيني من المشاكل و لا لزوم لي بأن أتعب ذهني بخزعبلاتك الخالدة.
أما بعد ما ورد مني من كلام رائق و ديبلوماسي... إن أردت الحرب فلك ذلك، يا رباهم.
إن أردت و أراد عبادك الحرب فلن أتهاون حتى و لو صارت الكعبة ثكنة لملائكتك! تبا لقد بردت قهوتي!
قصد المسالم الحرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق