"إما أن تترك الإلحاد أو أن أتركك أنا."
فعلها محمد، قتل محمد الحب، قتل محمد حبا خلقه عدمي، نعم، عدمي! قتل
محمد معجزتي بدافع الغيرة، فدابته التي حملته إلى الجنة ليلا لا تضاهي الحب
المستحيل الحصول الذي حولته واقعا بتاتا. أنا الذي لطالما آمنت بقوانين المادة و
حتمية زوالها وجدت نفسي اليوم واقعا في حب لطالما كفرت بوجوده، و ها أنا أدفع ثمن
خطيئتي و غروري كفرعون بصدر ينقبض عندما يمر شريط ذكرياتنا بمخيلتي و دموع أبت أن
تسيل لتزيد من عذابي. أنا الذي لطالما واجهت شبح الدين بجأش، أنا الذي أبيت أن
أخضع للزيف و قبلت بقدر سطرته لي طبيعة الوجود لا إله عربي النشأة، أجد نفسي اليوم
و لأول مرة منذ أن أعلنت الحرب مستلقيا على أرض المعركة و بمرارة أقولها : جريحا
لجيوش الدين!
فعلها محمد، فعلها و كلفني ثمن ثورتي، و هل حقا خلت أن غولا يبلغ من
العمر 14 عشر قرنا سيعجز عن إيذائي عند مجابهته ؟
هل كانت تلك اللمسات و المداعبات التي أثارت جسدا أسدل عليه عقل مريض
ستار الخمول و الركود حلالا ؟ هل كانت تلك القبلات التي طبعت على بشرة ملت العبوس
طلاسيم البهجة حلالا ؟ كيف لي أن أواجه شفتي التي كرهت طعم "السيجار"
منذ أن حطت على جلدتك ؟ كيف لي أن أعود لغرفتي المظلمة بعد أن ترسخت في ذهني
جلساتنا و حوارتنا في حدائق العاصمة ؟
أيها القارئ الكريم، صديقك المكسور الخاطر عدمي، تعود على أن لا يأبه
بشيء، و لكنه الآن في شدة من الحيرة لإحساسه بالحنين و الإشتياق.
أيها القارئ، صديقك الكاتب عدمي، و لكنه خير الحرب على الراحة،
إبعادا للملل و كرها للتعصب و التمييز، و على إثر ذلك فهو يوجه رسالة قصيرة مضمونة
الوصول باسم الحب لشخص لطالما عشقه:
"رفات قلبي تودع رفات ذاتك في صمت رهيب. عندما أصحى من غيبوبتي بقلب
إله الحرب الذي انتزعته بطاقة تركتها جانبا ليوم كنت له مستعدا و منه نافرا، و
عندما تصحين من غيبوبتك بذات صنعها إله الجزيرة خصيصا ليوم كان له مستعدا و عليه
حارصا، ستكون الحرب و سيكون الموت أو مواصلة الدرب. كفاحي ليس ضدك بل ضدك، موتك
موت ذاتي و لكنه ليس موت ذواتي فمرضي الزعاف و صراعي الداخلي فيه سر استمراري و هو
ضريبة بقائي. الموت لحب قتل نظرة مادية كانت محافظة على هنائي، رغم أنني قد أنفي
ذلك بعد حوار مع ذواتي. فلي معك بعد جلساتنا حرب أخوضها كي لا يؤثر وجودك على
حتمية نجاحي، و أرجو من أعماق قلبي ألا تؤثر رفات من أعماق قلبي على صرامة قراري
فأقضي آخر لحظات وجودي في نحيب و نواح."
لن يفعلها محمد و لو أتانا بجزء ثان من القرآن!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق